25 يناير ثورة الشباب يوم بيوم

في الأيام السابقة ل 25 يناير كان الفيس بوك يناقش فكرة الخروج في مظاهرة حاشدة يوم الثلاثاء يوم عيد الشرطة لإسقاط النظام، استلهاما من أحداث تونس، واختير اليوم بالتحديد عقابا لجهاز الشرطة الذي عانى منه الشعب كثيرا في فترة حكم مبارك لمصر
انتشرت الدعوة وظهرت جروبات تبنتها منها على سبيل المثال :6 أبريل، جبهة التغيير ، كلنا خالد سعيد، حزب الجبهة ، العدالة الكرامة ...
دعوة قيل إن أسماء محفوظ الناشطة السياسية كانت البادئة بها ، وقيل صاحب الفكرة وائل غنيم مدير موقع جوجل في الشرق الأوسط، ولكن لا أحد يستطيع ان يجزم من هو صاحب الفكرة الأساسية حقا ، ومن الذي بدا بالدعوة إليها ، ولكني أقول لماذا لا يكون هناك أكثر من شخص وفي نفس الوقت دعا إليها ، فقد كنا جميعا نتابع أحداث تونس ونقول لماذا لا يحدث هذا عندنا؟
فكرت الداخلية في أن تضيع الفرصة على الذين ينوون التظاهر، فجعلت الاحتفال بعيد الشرطة قبلها بيومين وخرج الرئيس وألقى خطابه الذي شكر فيه الشرطة وأقر بثقته الكاملة في الأمن، واعلن أن الجيش الإسلامي بفلسطين هو من وراء تفجير كنيسة القديسين، الذي اكتشفنا فيما بعد تورط حبيب العادلي فيها، وألفى العادلي كلمته بمنتهى الثقة والعجرفة.
وقبلها بأيام انتشرت حوادث الانتحار في الإسكندرية والإسماعيلية ولكن لم تحدث بعدها مظاهرات مثلما حدث في تونس
من هنا كانت الدعوة ، كان الاتفاق على كل شيء ليكون الخروج منظما وكبيرا

25 يناير
من جهات عديدة خرجت المظاهرات ...شبرا إمبابة بولاق الدكرور .. مسجد مصطفى محمود ، بدأت الأصوات تتعالى ، بدأت الأعداد تتزايد وسط دهشة أجهزة الأمن التي لم تتوقع هذا
الشباب يتصلون بأصدقائهم ، والدعوة فعالة على الانترنت في نفس التوقيت، وهناك من ينضم إليها من السائرين في الشوراع، الكل يحلم بالتغيير ووجد الفرصة
الهتاف الأول
الشعب يريد إسقاط النظام
مجلس الشعب باطل
الحزب الوطني باطل
حسني مبارك باطل
أحمد عز باطل
حبيب العادلي باطل
والتقت بهم حشود الشرطة والأمن المركزي فكان هذا الهتاف من المتظاهرين
سلمية سلمية
بدون اتفاق مسبق توجهت جميع التظاهرات إلى ميدان التحرير، منها من وصل بسهولة قبل أن تنتبه قوات الأمن أن هذا سيكون مكان ميلاد الثورة
ومنها من وصل بعد احتكاكات معهم بعدما تنبهوا للخطر
تجمعت الوفود حتى وصل العدد إلى حوالي 40 ألف متظاهر
عدد لم تشهده مصر من قبل في مظاهرة في عهد مبارك
أغلقت قوات الأمن شارع القصر العيني ، وسدت كل الطرق المؤدية إلى الميدان، الرئيس يتابع ، والرجال حوله يبثون في قلبه الطمانينة ويقولون له كله تمام
بدأت مقاومة رجال الشرطة للمتظاهرين مع زيادة الأعداد لتكون ترهيبا لمن ينوي ان ينزل من بيته ، محاولة في الحد من هذه الزيادة ولتفريق جموعهم
مع القنابل المسيلة للدموع عملت خراطيم المياه ، واندفعت السيارات غير مبالية بمن تدوسه تحت عجلاتها
ثارت الثائرة في الشارع وفي البيوت التي تشاهد ذلك بثا مباشرا على الفضائيات
يسقط الجرحى ، في كل مكان
تشتعل الأمور في السويس بالذات
يبدأ عداد الشهداء في العد
تمكن أحد المتظاهرين في هذا اليوم من ايقاف خراطيم المياه
من الساعة الثالثة عصرا حتى التاسعة مساء وميدان التحرير ساحة حرب
لم يكن كل الناس يتابعون الأحداث لأن الجميع سمع عن أن هناك مظاهرة لكنهم ظنوها مثل كل ما سبقها
لكن الناس انتبهت فالأمر يختلف هذه المرة
والإصرار يشتد من الشباب الواعي
ونجحت القوات في تفريق المتظاهرين فعادوا إلى بيوتهم

وفي الإسكندرية

للحديث بقية